الجمعة، 2 أبريل 2010

عن النسبية نتحدث

عندما نشر ايناشتين نظريته الشهيرة النسبية لم يكن يتصور ان نظريته قايلة للتطبيق على كل شء فى حياتنا
فاتذكر عندما كنت صغيرا كنت اعتقد ان كل شئ مطلق او ماسميه انا بنظرية (جدا) اى ان الخير خير جدا والشر شر جداوالشجاعة شجاعة جدا . لم اكن اتخيل ان الرحمة قد يكون باطنها العذا ان الخير قد يكون باطنه الشر والعكس
ولكننى عندما كبرت وبدات افهم واعى ماحولى تغيرت نظرتى للامور وايقنت ان القيم لايمكن ان تكون مطلقة
فكل شء نسبى والقيت نظريتى (جدا ) فى اقرب سلة مهملات واستبدلتها بنظرية اخرى هى (ممكن) فالشر قد يكون خير او العكس لو عرفت الدوافع والاسباب . اسمع بعضكم يتسال عن سلامة قواى العقلية ولكن مهلا ياصديقى .هل رايت هذا الرجل الذى يعطى للفقير حسنة فى ذلك السوق هل رايت كيف يتصنع التقى ؟هل رايت تلك النظرة فى عينيه انه يكاد يقول(هل رايتم كم انا خير)
هل رايت ان الخير هنا ليس خيرا جدا

كان هنا كتاب للاستاذ انيس منصور اسمه (الجائزة ) وهى رواية مترجمة عن الاديب الامريكى ارفنج والاس
وهى رواية فاضحة يتحدث فيها الكاتب عن اين كان الفائزون بجوائز نوبل عندما علموا بذلك اصدقكم القولل اننى توقفت عن القراة لانيس منصور بعد هذه الروايه لفترة طويلة اذ كيف يترجم مثل هذه الرواية
ولكننى عندما سمعته قريبا يتحدث عن تلك الروايه وكيف انه كتبها عندما فصله عبد الناصر من الجامعة وقد كان استاذا للفلسفة ومنعه من الكتابة فى اى جريده فى مصر

اذن هو مجرد كاتب محبط دفعه احباطه الى ترجمة هذه الروايه اى انه ليس فاسد بطبعه
هل رايت ان الشر نسبى اى انه ليس شرا جدا

عندما فازت مصر بكاس الامم الافريقية غانا2008
وذهب المنتخب ليحفتل بالكاس فى دبى وتم اعطاء كل واحد من الاعبين صندوق يحوى مكافاته \
واخذ يطوف به الملعب امام الجماهير
برايك لو كان الذى اعطاهم هذه الهدايا كريم فعلا هل كان سيدعهم يفعلون ذلك
اى ان الكرم هنا لم يكن كرم مطلق كان له غاية اذا فالكرم ليس كرم جدا

هل معنى ذلك ان الكل اصبحوا منافقين .لا انا لااعنى ذلك بالطبع فمازال هناك الكريم بحق والخير بحق والشرير بحق
انا فقط اتحدث عن الفرق بين نظرتنا كاطفال للامور وكل مافيها من براة وبين نظرتنا لها وقد عركتنا الحياة
عندما كنا اطفال كانت عيوننا ترى الاشياء بمنظار واحد ابيض او اسود اما الان الامر اختلف ولم تعد الامور بهذا الوضوح

فكل شء يحتمل اللونبن .فقط اذا عرفنا ما يخفى ورائه
والان هل ترى اننى كنت صادقا جدا فى هذا المقال؟

السبت، 19 ديسمبر 2009

اشارة مرور

عم احمد المصرى موظف بسيط فى احد المصالح الحكومية نحيل هو كعود قصب فرغ من العصير يرتدى نظارة من ذلك النوع الذى يطلق عليه العامة (قعر كوباية ) عندما تنظر اليه تشعر انه من هؤلاء الموظفين الذى لابد وان يكون خلفهم لوحة كتب عليها الصبر بخط كبير.
اليوم يوم خاص فى حياة عم احمد فقد قرر اليوم ان يتناول غذاءه فى المطعم الفاخر الموجود فى الحى الراقى المقابل للمصلحة التى يعمل بها وقد استعد لهذا اليوم منذ اكثر من عام فقد نذر ان يتناول طعامه فى هذا المطعم عندما يحصل على علاوة يوليو .كان دائما ينظر من شباك مكتبه ويتطلع الى الحى المقابل ويحلم لو انه يستطيع ان يعيش هو واسرته فيه ويترك بيته المتهالك فى ذلك الحى المتهالك ولكنه ينزل من احلامه على ارض الواقع فتكاد تكسر عنقه
ينزل من مكتبه سريعا يكاد قلبه يرقص طربا وقد بقى على ميعاد العمل ساعتين ولكنه لم يستطع الانتظار فبمجرد ان حصل على العلاوة حتى عمل خط سير وجعل صديقه بيومى يمضى له عليه وقد ارتدى البدلة التى قام بتفصيليها ليحضر بها المناسبات الهامة عندما اهداه زوج اخته الذى يعمل فى الخليج قطعة من القماشينزل سلالم المصلحة ويتاهب لكى يعبر الى الضفة الاخرى ولكن ياللسوء الحظ فالاشارة تشير الى اللون الاحمر. شئ ما فى نظرات الرجل تشعرك انه لم يعد على مايرام لم يعد كما كان من عشرين عام عندما كان شايا مفعما بالحيوية والطموح.تحين منه التفاته الى الاشاره الحمراء ويعاوده الحلم بالسكن فى هذا الحى الراقى وهو واسرته ولكنه يتذكر ابنه الذى تخرج من اكتر من ست سنوات ولم يجد عمل حتى الان ونظراته التى ينظرها اليه والتى تحمل اتهاما صامتا بالعجز وقلة الحيلة ثم استيقظ على صوت احد راكبى السارات الفاخرة وهو يسب امين الشرطة الذى اراد ان يسحب رخصته بسبب الكلام فى المحمول ثم يتبعها بكلمة (انت مش عارف انت بتكلم مين) فيتتركه امين الشرطة بل ويعتذر له ايضا فيتذكر ابنه الكبير الذى اظطرته الظروف ان يعمل سائق ميكروباص رغم تخرجه من كلية التجارة وكيف اخذ منه امين شرطة الرخصة وكيف رفض ان يعطيه اياها حتى يدفع له مئة جنيه رغم انه لم يرتكب اى مخالفة تحين منه التفاته الى الاشارة التى مازالت حمراء وكانها تابى عليه حتى ان يتمتع بتلك المتعة البسيطة وترفض ان تطئ قدميه هذا الحى الراقى باى حال من الاحوال كان يشعر بان الحى يرفضه وانه حتى لو مات فسيرفض سكانه ان يصلى عليه فى مسجدهم . حقا لا يعرف لماذا لم ينهار حتى الان لماذا لايترك كل شئ ويرحل . كان قد سمع من صديقه بيومى قصة تلك السيدة المريضة التى لديها عشرة اولاد ومزرعة والتى كانت تصحو مبكرا فتعد الطعام ثم تطلق الحيوانات فى الحقل وتزيل الحشائش الضارة منه وحدث ان زارها احد الاطباء وقال له (سيدتى انا لااعرف كيف لم تنهار مقاومتك حتى الان) فقالت له انها لاتملك الوقت للانهيار فكلما شارفت على الانهيار تذكرت انها لم تطعم الاولاد اولم تحلب الابقار او اى شء يمنعها من الانهيار .حسنا هو ايضا لم يكن يملك ترف الانهيار.احيانا يشعر انه طفل ترك ابواه فى السوق وسيعودان حتما لاخذه ولازالت الاشارة حمراءوموج السيارات لايتوقفومازالت الاشارة حمراء ومازال الحى يرفضه
ومازالت الاشارة حمراء
ومازال حلمه بعيدا
ومازالت الاشارة حمراء
ويتردد فى ذهنه مقطع لاغنية لشادية يقول ( ولا شافوا العناد فى عيون الاولاد والعزم اتولد)
ومازالت الاشارة حمراء
ولازال عم احمد فى الانتظارونحن معه
نامل معه ان تفتح الاشارة يوما ماوان يعبر الى الضفة الاخرى

اشارة مرورل

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

عشرة اسباب لكى تدخل كلية الصيدلة



ليه تدخل صيدلة
اولا كلية الصيدلة كغيرها من كليات القمة تعطيك برستيج لايتوفر فى غيرها من الكليات فتصبح الدكتور راح الدكتور جه اما لاسمح الله لو كنت كلية تانية فتتحول بقدرة قادر الى الزفت راح الزفت جه الزفت لسه مخمود بسلامته
اما لو كنت من منطقة شعبية فانا اضمن لك ان تصبح رمز الطب فى المنطقة فلن يخلو باب بيتك ابدا من احدى الجارات التى تسالك عن افضل دواء للسكر او الضغط او (مفاصلى بتوجعنى يابنى وحاسة ان جسمى مكسر) او حتى عن احسن مرهم لتسلخات الحفاضات وده بالرغم انك ممكن تكون فى اعدادى لسه ومختش غير نبات وحيوان ولسه مدخلتش على البنى ادمين يامعلم




دخولك الصيدلة يجعلك مفخرة الاسرة فلن يخلو حديث والدك ابدا من كلمة (وابنى الدكتور فلان عمل كذا او ذهب الى الحتة الفلانية) او حتى لما يقدمك لحد متعرفوش اقدملك ابنى الدكتور فلان كلية صيدلة يتحدث عنك كانك عميد الكلية مش لسه مجرد طالب ويمكن شايل صناعية كماناما اذا كنت من النوع اللذيذ اللى بيقلب الفلوس على السيد الوالد فهذه فرصتك فلا تتردد فتستطيع ان تسحب كل شوية فلوس على حس الكتب وادوات المعمل والكورسات اه مش كلية عملية بقى وضحيت عشان تحقق حلم السيد الوالد ان يكون له ابن دكتور يبقى يدفع بقى ياعم والا والله احول بكره اداب


دخول الصيدلة يحميك من كل تلك الاتاوات اللى يفرضها عليك عمال وفنييى المعامل فى الكليات الاخرى وخصوصا طب وعلوم وكل سنة وانت طيب يادكتور والتى لاتعرف لها اى مناسبة ربما هو عيد ميلاد العامل نفسه او حتى النظرات الصامتة من طراز تعاطفك لوحده مش كفاية ولازم تدفع نصف جنيه عشان تاخد كراسة العملى اما لو مكنش معاك فكة فسيب الجنيه لاخوك بنية صافية




دخول الصيدلة يمنحك الحرية اللى تمنتها فيمكنك ان تتاخر لاى ساعة من الليل بحجة ان عندك سكاشن سوارييه او كان عندك كورس وعندما يكلمك والدك على الموبايل فتخبره انك مش لاقى مواصلات عشان السواقين عاملين اضراب عشان ارتفاع اسعار البنزين وانك زعلان جدا عشان التاخير بينما انت زعلان عشان زيدان اتصاب وانت بتلعب بلاى استيشن مع وائل عند احمد عادل فى المحل




دخولك الصيدلة يجعلك عريس لقطة لاى واحدة على اساس انك صيدلى بقى وبتلعب بالفلوس لعب (ميعرفوش اللى فيها)خصوصا لو زوجتك مش صيدلانية يعنى اما لو اكتشفت الحقيقة بعد الجواز وانك يامولاى كما خلقتنى فبتكون الفاس وقعت فى الراس وخلاص ادبست يا معلم وسلملى على الشفافية


دخولك الصيدلة وعدم دخول الطب يحميك من كل التبعات التى تاتى بعد ذلك من الاصابة بالربو نتيجة استنشاق الفورمالين فى المشرحة الى تنطيط واحد بتاع دبلوم عليك لانك مدير الوحدة الصحية(ومانتش لابس البالطو ليه يادكطور) الى تحكم الدكتور الللى انت بتعمل رسالتك تحت اشرافه فيك وطلبه منك اشياء غريب (وعايز منك دراسة للدورة الدموية لفار امه ميتة ومراته اتطلقت منه واتجوزت تانى)




دخولك الصيدلة يحميك من نصب الاطباء معدومى الضمير(على اساس ان مبروم على مبروم ميلفش)فتذهب الى هذا الطبيب تشكو من الام فى الظهر فيكتب لك على مسكنات فالاضافة الى نوعين او ثلاثة من الفيتامينات (وده على اساس ايه يامعلم شايفنى بطوح قدامك من التعب) وهكذا تذهب الى الصيدلية فتحضر المفيد فقط وتلقى بقية الروشتة فى اقرب سلة مهملات او ان يكتب لك على شوية تحاليل ملهاش لازمة تعملها فى معمل المدام(ياباشا انا عندى الام فى الظهر اعمل تحليل دهون ليه) وهكذا تعرف ان الدكتور ده نصاب ومترحلوش تانى




دخولك الصيدلة يتيح لك فتح صيدلية وبالتالى تحصل على اى دواء تحتاجه دون ان ينظر لك احد كده ولا كده كما يتيح لك ايضا الحصول على تلك الادوية التى تسهل لك امورك فى جميع المصالح والهيئات الحكومية حتى لو كانت المطارواخيرا مزاجك ياخى تدخل صيدلة حد ليه حاجة عندك